فيلم «الطريق إلى كابول»
وهو آخر إنتاج للمخرج وكاتب السيناريو إبراهيم شاكيري، « الطريق إلى كابول» ليس فيلما عن الإرهاب أو الحرب كما يبدو من خلال العنوان، فهو فيلم يتحدث عن طريق الحلم بالفردوس حين يفضي للجحيم، حكاية عن مأساة لكنها ليست سوداء بقدر ما هي عبارة عن كوميديا منسوجة على منوال مضبوط يحيل على كتابة سينمائية تتميز بنضج كبير وتحكم في الشخوص وفي توالي الأحداث والوقائع، ويتناول شريط “الطريق إلى كابول” موضوعا طالما تناولته السينما المغربية ألا وهو موضوع الهجرة، إلا أنه يمكن القول بان لا علاقة لموضوع الشريط بالهجرة كما هي متعارف عليها من خلال العديد من الأعمال السينمائية لان طريقة التناول تختلف عما سبقها بشكل جوهري، فعوض مشاهد “الحراكة “ وهم يموتون في أعماق الأبيض المتوسط أو معاناة الناجين منهم بعد الوصول إلى أوروبا دون “أوراق”، يفضل شريط «الطريق إلى كابول» الابتعاد عن الكليشيهات الجاهزة ليطرح تصورا جديدا يلامس هجرة مختلفة عوض ان كانت تتجه إلى الفردوس تصبح رحلة باتجاه الجحيم باتجاه أفغانستان. فبعد فشل “حميدة” في الوصول إلى أمستردام وانقطاع أخباره عن أصدقائه الثلاثة، قرر هؤلاء الالتحاق به للبحث عنه في مغامرة قادتهم إلى أفغانستان. و لكن ربما كان البطل الحقيقي في فيلم «الطريق إلى كابول» هو السيناريو المحكم الذي كتبه المخرج «إبراهيم شاكيري»
تشخيص:
يونس بواب، ربيع القاطي، أمين ناجي، عزيز داداس، رفيق بوبكر، فاطمة بو شان، عبد الرحيم المنياري، محمد واسي، سعيد باي، محمد بنبراهيم، نعيمة بوحمالة و كليلة بونعيلة.
الفيلم من إخراج إبراهيم الشكيري، يتناول في أسلوب كوميدي، قصة أربعة أصدقاء شباب، يعانون ظروفا عائلية واجتماعية صعبة بسبب البطالة، ويقضون أوقاتهم إما في التسكع وتناول “المخدرات”، أو في السرقة والنصب. وكل ما يجنونه في اليوم يسطو عليه أحد رجال الأمن الفاسدين، الذي يترصد كل تحركاتهم وأفعالهم، ويهددهم بالسجن في كل مرة. ومن أجل الهروب من هذا الواقع المرير، يلجؤون إلى خدمات تاجر في عمليات تهريب البشر، يعدهم بتسفيرهم إلى هولندا مقابل مبلغ مالي مهم لكل واحد منهم. ولضعف الإمكانيات، لم يستطيعوا سوى تدبير مبلغ يكفي لواحد منهم فقط، فقرروا أن يكون حميدة أول من يغادر، في انتظار أن يرسل لهم من هولندا باقي المبلغ.
يسافر حميدة وتنقطع أخباره، إلى أن يكتشف أصدقاؤه أنهم كانوا ضحية عملية نصب، حين علموا أن صديقهم عالق في كابل، ليقرروا الالتحاق بأفغانستان للبحث عنه، وأثناء رحلتهم التي سيصاحبهم فيها النصاب ووالدة المبحوث عنه وهي سيدة مشعوذة تدعي قراءة الطالع.
في بلاد “طالبان” سيواجهون العديد من المواقف الكوميدية، التي كانت تعرج في ثنايا الحكي على بعض القضايا التي طبعت المرحلة، لكن بشكل عابر، من قبيل حرب الولايات المتحدة الأمريكية “المزعومة” على الإرهاب، ورؤية التنظيمات المتطرفة لمفهوم الإسلام، بتمثلها لشخصية بن لادن من خلال دور “علي شاه بنقدور”.
الجدير بالذكر أن السيناريست والمخرج، شاكيري بدأ مساره المهني من بلجيكا لينتقل بعدها إلى تركيا، إذ أنجز 7 أفلام طويلة، ثم قرر إغناء مساره الفني من خلال عدة تجارب فنية قضاها في ماليزيا وتايلاند وباكستان.
وعزز شكيري ريبرتواره الفني في الفترة ما بين 2005 و2007، إذ أصدر 7 أفلام متنوعة، بين الكوميدي والك
لاسيكي والتاريخي وجنس الفانتازيا، في تعاون مع المخرج نبيل عيوش، من بينها «شلح وبغاها فاسية»، و»منحوس وزادوه قادوس»، و»تويركا»، وغيرها.
وفي هذا الصدد صرّح الفنان المتألق ربيع القاطي، الذي يلعب دور “مسعود” في الفيلم أن شريط “الطريق إلى كابول” يحكي قصة تراجيدية تتمثل في معاناة بعض الشباب المغاربة في أفغانستان في قالب كوميدي مؤكدا انه وجد صعوبة في أداء هذه الشخصية المركبة، معبرا في نفس الوقت عن أمله في أن يلقى هذا الشريط نجاحا كبيرا بعد عرضه في القاعات السينمائية المغربية، نحن بدورنا نتمنى ان يتمكن المغاربة من مشاهدة هذا الفيلم الذي سيتزع اعجابهم بكل تأكيد ويمحو بعض الاثار والانطباعات السيئة التي تتركها بعض الانتاجات السينمائية المغربية الرديئة بين الحين والآخر.
صور من الفيلم
للمشاهدة أنقر
هــــنـــافرجة ممتعة